]إليــــــك ايها الغائب
جاء متدثرا بصمته،..
يحكي لها بعينيه عن أغنية طارت منه بينما كان صبيا، يصف طيرانها كالراحل عن جنبات الوطن..
ويخبرها صامتا، انـــــه بدأ يشعر -كلما رآها- بموسيقى خفية تحركه، وتدفعه لغنـــــاء آخر،..
وأنه يبقى متيقظا ليلا، خوفا عليها ان تطير..!
بقي صامتا..
هكذا، لانه لا يملك الكلمات التي يمكنه بها فك عقدة الغناء وهما، ووصف رعشته الدافئة حينما تتحدث، هو لا يملك الكلمات ليصف صوتها بينما يتدرج ليأخذه للمجهول..
للتغلغل بها اكثـــر..
لذا بقي ساهبا في ليله،
يغني في داخله.. ويخاف على أغنيته من الرحيــــل كنسمة ارادها ان تبقى..
لِم لم تظهر تلك الفاتنة الى الآن..؟؟
يسأل في نفسه،
يسأل،
يسأل..
اراد ان يخبرها اليوم، كيف يبدو الذوبان عند منحدر جبل ثلجي، ليصبح نهرا غادقا بالحب فجأة..
لكنها لم تأتِ..!
وهو ينتظر،
ينتظر..
مر وقت، ولم تحضر رعشتها في جسده، حاول استحضارها خيالا، لكنه لم يستطع..
ادمن تلك الدغدغات التي تناجي دواخله المتعبة..
حاول ان يغني،..
عندما خرج صوته اخيرا، قرر ان يخبرها، ان يتدحرج امامها وينكشف،
هو محتاج للانكشاف،
والاكتشاف ايضا..
قرر وانتهي، سيخبرها انه يرغب بتلك الرجعة اللذيذة كل لحظة..
في داخله صرخ..
اريــــدها..!
انتظرها عند مدخل العمارة التي تحوي منزلهم،
مرت ساعة،..
ساعات..
ذهب لمقهى قريب، وعاد،,,
ولم تنزل..!
بقي هكذا اياما،..
حاول ان يجتذبها خيالا اليه، لكنه لم يفلح..
فعاد يغني، هو الان لا ينطق فقط، هو يجأر بصوته: ان عودي
فكر بطريقة ما كي يراها.
طرق باب منزلهم، اطل برأسه احدهم..
لم تكن هي، ولا والدها، ولا احد اخوتها،
كان ذاك، مستأجر جديد..
لم تعد هناك،..
طارت اغنيته مرة اخرى
وعاد لصمته المطبق[/color]